الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

الموت قهرا

لقدادركت تلك الصغيرة بعدما لفظها الموت ... الموت الذي  تشبثت به واستسلمت له راجيه ان يخلصها من كل هذا الالم ....من كل هذا القهر الذي لم تتخيل ان تخبره يوما ..
الموت الذي اصبح سبيلها الوحيد للخلاص ... لايقاف طوفان الخيبات المتتاليه الذي فتك بها وبقلبها الهش ... الذي قضي علي كل ماهو حي فيها ..فلم يعد بداخلها مكانا لشيء .... لم تعد تشعر بشيء ....
 وحده الالم ...  ينفض جسدها الخاوي .... يعتصر قلبها الذي لم يخبر يوما كل هذا الوجع.... القلب الذي طالما نبض حبا  وغفرانا ... القلب الذي لم يذق يوما مراره الخيبه ... بات لايعرف غيرها .
 ادركت تلك الصغيره  بعدما لفظها الموت كما لفظتها الحياه ... ادركت بعدما كفرت بكل ما كنت تؤمن به ... بعدما تخلت عن كل مايربطها بهذا العالم ... انها لم تنته من نصيبها من القهر بعد .،،،مازال هناك الما يربطها بالحياه!!!
الما !!!تلك التي لم تحيا يوما الا بالامل ... اصبح كل مايربطها بالحياه هو الالم !!
انها باتت تعرف الآن اكثر من اي وقت مضي انها ستموت قهرا .... سيقهرها ما عاشت به وله يوما ..... سيسحقها ذلك الحب الذي طالما رعته ...ذلك الحب الذي كبر في اعماقها فاصبح يتملك كل جزء فيها ... ذلك الحب الذي احتفظت به في احشائها كجنينها الاول ... ومنحته الحياة فابكاها حتي الموت
ذلك الحب الذي طالما رات فيه سعادتها  وحياتها القادمه
ذلك الحب الذي كان يوما كل مايربطها بالحياه ...الحب الذي كان اكسير الحياه لها .... اصبح الان سما قاتلا .يفتك بكل خليه في جسدها ... يقضي علي كل ماينبض بالحياة فيها... بل يفتك باعماقها التي انعشها يوما بالحياة ... يقتلها ببطء سادي...... يتلذذ بصوت انينها ... ينتشي بتوسلاتها  ،،تضرعاتها التي تزيده ضرواة في ايلامها ...وكأنما يأبي ان يترك فيها املا واحدا بالحياة ...  يدفعها الي طلب الموت دفعا و يأبي ان يتركها تموت ...
ذاك الحب الذي علقها بالحياة هو ذاته الذي جعلها تزهد فيها
المهاالذي افقدها روحها .... افقدها بريق عينيها اللتان طالما نبضتا بالحياة ... طالما اسرتا قلوب الناس بسحرهما الأخاذ ... اصبحتا الآن عينان من زجاج ... تعكسان الموت  بعدما كانتا تنبضان بالحب،، بالحياه ... تعكسان ظلمة وظلما بات يسكن اعماقها ... ترثيان روحا بريئه طالما بعثت الحب والبهجه لكل من حولها  بضحكه تزلزل الاعماق وتأسر القلوب  باتت من الماضي .. لقد عاشت بالحب وهاهي تموت به... الحب الذي طالما اعتبرته نعمه وهبه ... اصبحت توقن انه الابتلاء الاعظم .... انه  عقابها علي ذنب لم تقترفه !!
الحب الذي افنت فيه نفسها وروحها  بكل رضا دونما  تردد ... دونما تفكير ..كان عطاؤها يسعدها ... وتضحياتها ترضيها
الحب الذي اتاها علي حين غرة .... ليجدها تستقبله بأذرع مفتوحه وابتسامه بريئه ... الحب الذي تملك كل ما فيها طواعية وعن طيب خاطر .... الحب الذي اعتبرته حياتها ... وراحت تنسج حوله احلامها البسيطة...الحب الذي تركها فجأه  كما جاءها فجأه .... ولكنه ابي ان يرحل دونما روحها ....
رحل تاركا اياها جسدا بلا روح ... جسدا لم يعد يشعر الا بالالم ...  لم يعد يعلقه بالحياه الا الالم .... الما يبقيه علي حافه الموت ... ويأبي ان يتركه يرحل ...
تلك التي طالما كانت عنوانا للحياة والفرح ... اصبحت تستجدي الموت ولا تجده ..
تلك التي منحت كلها لحب لم يمنحها الا خيبة وقهرا ...وهاهو يبخل عليها برصاصه رحمه تنجيها من عذابها
وكأن حبها خطية لا تغتفر ...  وكأنه جريمه يعاقب عليها قانون جائر في عالم ظالم ،،بالموت قهرا
لقد اصبحت علي يقين الآن ان الموت الذي لفظها سيقبلها يوما  ولكن بعدما تتجرع ما تبقي لها من قهر  والم وخيبة امل  في حب احياها ليدميها  وحبيبا قهرها عجزا  وصمتا
وتركها علي حافه الموت تلقي حظها من الالم   دون ان يرف له جفن ... دون ان يذرف دمعة ...  دمعة رحمة !!

وكيف يقبلها الموت وقد رفضها الجميع  حتي من احبت ...
كيف يستجيب القدر لتضرعات لم يعبء بها من يحمل قلبها بين اضلعه .. كيف يقبلها الموت قبل انا تنال من القهر ما يكفي
ليكفر عن جرم بكبر حبها ..... حبها لمن لا يستحق

لهذا رفضها الموت كما رفضتها الحياه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق