الأحد، 30 أبريل 2017

مناجاة

ولو ان كل ما آلت اليه احوالي واحلامي من شتات وضياع بمشيئة منك ولحكمة لا يعلمها سواك  .. لارتضيت نصيبي من الوجع .. واحتسبته في عليائك صبرا واجرا ... واعتبرت المنع منك جودا
ولكني اصبو لجوود منك واتعشم بنظرة رحمة  ولطف منك تدبر بها امري وتجمع لي شتات نفسي وتثبت بها يقيني وتغبط قلبي  بفرحة الوصول  وتمام القبول.
فاني يا حبيبي ويا مولاي اسير بضلالي والتمس النور بطريقي علًك ترزقني قبسا من فيض نورك اهتدي به  ... اسير في درب لا يعلم مداها سواك  التمس الصواب ما استطعت ... اغالب هوي نفسي فاغلبها  وتغلبني ... وادعوك فتقومني ... اسير علي غير هدي ولكن لزوم حسن الظن يجلالك وحده يطمئن روحي ويهدئ من روع قلبي .... فكلما سلكت دربا اليك التماسا لحكمتك وجدت رحمتك اسبق  ولطفك وجودك اكبر  وكلما اقتربت من ذاتك ... وعلمت ما تحمله رحمتك ... وما يشمله لطفك ... ازداد طمعي  بفرحة منك ولاح حلمي عاليا فالافق .. واهتز قلبي لطيف يحمله لي واقعا اجمل مما تمنيت ...لست بفقيهة ولا ادعي علما بالدين فحدود علمي انك ربي ومقصدي وملاذي ... ولكني اراك بقلب محب يلتمس ممن يحب رحمة  ويرجو منه عطفا ولطفا ....
اتيتك بقلب لا يعرف سواك مقصدا ..وروح لم تجد راحتها سوي بحضرتك ... اتيتك الوذ بحماك  واستجير بجاهك ..
جئتك بقليل علمي  بذاتك  وكثير حبي لجلالك وجميل ظني بك
جئتك طمعا في تلبية مطلب انهكني السعي اليه حتي اذنت لهداك ان ينير لي دربا اسلكه اليك فاهتدي به بعد طول شتاتي ...
فوجهت وجهي اليك واستحضرت جلالتك بقلبي  واستودعتك رجائي ..
فإن شئت لي ببلوغ املي بعظيم لطفك  وفيض كرمك ورحمتك .. فهب لي نفسا حامدة .. تذكر فضلك وتشكر نعمتك وتسبح حمدا لك  فلا تغتر بفضل انت واهبه .. ولا تجزع لشر انت مانعه بلطفٍ منك
فإن لم تشأ لي ببلوغ املي لعظيم حكمتك  فبلغني الصبر .. وارزقني الرضا ... واقبلني في حماك ومعيتك  ... في حضرت جلالك ... ففي نعيم قربك غاية النفس ومناها .