الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

يقين

وحده قلبها يعرف ... وحده يوقن ..  وان رأي الجميع هذا جنونا .. انه آت
وحدها تؤمن ان رب القلوب الذي شاء لحبها العظيم ان يولد ... اكرم من ان يوجع قلبا بالدمع قبل الحب ناداه... قلبا لجأ اليه لينقذه من كل هذا الالم ... ومن ارحم بقلبها من رحمن القلوب .   ومن ابصر بوجع روحها من البصير العليم  ...
وكيف لليأس ان يدخل قلبا باليقين ناداه ... بالدمع ناجاه ... قلبا لم يعرف ملجأ سواه ... فوحده _سبحانه_ القادر علي ان يرد اليها قلبها .... يطمئن روحها ... ويرد عليها وديعة استودعته اياها.
ومن ارحم بقلبها منه ... ومن اعلم بوجعها منه ...فسبحانه مالك القلوب ومفاتحها ...و وحده مسير الاقدار ومغيرها ....
ومن غيره القادر علي تحقيق المستحيل بالطريقة الاكثر استحالة
انها تؤمن انما قدر لهذا الحب ان يحيا ما حييت ... وان من رزقها به لتذوق معه طعم الحياة... سيرده عليها يوما ... انما حرمها منه لحكمة يعلمها وحده .... وسيرده عليها لرحمة قادر عليها وحده
  فحشاه جل جلاله ان يحي فيها املا ثم يقتله
وحده ارسله اليها كالمعجزة .. ليدب في اعماقها الحياة بعدما زهدتها .... ووحده سيرده اليها لتحيا به من جديد .

فكما احبته بقلب ام ... هاهي تنتظره بصبرها ... تتأمله بيقينها .... ان تخبطاته ستنتهي يوما ... وانه سيعود اليها حتما .

   

حنين...

فليتك هنا.... وليتك تعرف .كم تشتاق اليك هذا المساء..... انه حنينها الجارف يدفعها اليك دفعا ... حنين لم يأبه يوما بحسابات واقع  فرضته  انت علي قلبها  بلا رحمه ... واقع لم تحاول انت تغيره واعلنت عجزك امامه ...فلم لم يعلن ذاك الحنين ذات العجز ... لم لا يقر هذا القلب المسكين بما  اقررت به انت وقلبك ..قلبك الذي لفظها خارجه ليفسح مكانا لغيرها  ... تاركا اياها بلا مأوي،،،  تلك التي لم تعرف غيره  بيتا ...تركها تهيم علي وجهها محملة بآلامها و حنينها واشواق قلبها  الذي ابي هو الآخر ان يرحمها ويلفظك خارجه .فظل ينبض باسمك حبا ووجعا  حتي ادمي روحها وانهك جسدها  فما عادت تطلب سوي رؤياك والموت .
  فكم يوجعها حنينها ... وكم تؤلمها قسوتك ... بين حنينها  وقسوتك.... حبها وجحودك .. تنتفض كرامتها  ... كرامتها التي سحقها جحودك  وجمود قلبك الذي لم تزده توسلاتها الا قسوة ....  فيا لها من بائسة !!
ماذا تفعل بحنين يجتاحها عنوة  ... يفتك بها  كل ليلة دون رحمة ... فتصرخ عجزا والما .... فلا انت تجيب ولا حنينها ينتهي
لقد اصبحت تخشي الحياة ...
تخاف ليلا يحمل لها  ذكريات لا تزيدها الا شوقا اليك ... شوقا يحرق قلبها  حرقا ولا ينطفيء ..... قلبا لم يعد يطمع الا برؤيتك ... بسماع صوت انفاسك ... انه يطالب بحقه العادل في وداع يليق بحبه الكبير .... ايعقل ان يبخل عليه القدر حتي بالوداع ...
 فلم يكن سلامك كافيا بآخر لقاء .... لم يكن وداعا لائقا بحب كهذا ...  لم تتأملك جيدا .... ولم تشبع انفاسها منك ... لم تملأ عينيها بقسمات وجهك .... لم تودعك كما يجب ... فكيف لقلبها ان يقبل بفراق جائر ووداع غير لائق .... انها مازالت تنتظر  ان يرحمها القدر ... او يلين قلبك انت ... مازالت تتوسل السماء
انت تنجيها من عذابها .... مازالت ترجو رب السماء ان يمنحها فرصة ثانية ... فان كان الفراق مصيرها المحتوم .... فليكن  بوداع يليق ... وداع يرضي قلبا يحتضر...وروحا تنتفض وجعا.

وتخاف نهارا  مجبرة هي علي ان تحياه بدونك  ... تواجه فيه عالم لم يرحمها هو الاخر وابي الا ان يزيدها عذابا ... تنهال عليها نظرات الشفقة كرصاصات توجع ولا تقتل !!!وليتها تقتل. تهوي عليها التساؤلات بما تحمله من فضول ... وحيرة ... وشماتة كجلدات سوط يدمي روحها ولا يزهقها  ،،،تساؤلات تزيد وجعها وتشعل نار خيبتها ..   تذكرها بعجزها وضعفها.... عجزها حتي عن كرهك !!!فرغم كل هذا مازال حبك قابعا  في اعماقها ،،،بين حطام قلبها ......ايعقل هذا !!!
ايعقل ان يحبك قلبا لم تمنحه انت سوي وجعا .... ايعقل ان يأن باسمك وجعا وشوقا فالوقت ذاته !!!
فمالذي فعلته هذه المسكينة لتستحق عليه هذا العقاب ....
اتدرى انها قبلت بهذا العقاب .... ورضيت بهذا العذاب  الذي اعتبرته جزءا من حبها لك !!!
ايكون هذا جزاء حب قبلته هي كهدية من رب السماء ،وانكرته انت كخطيئة تتبرأ منها !!
انها تنتظر رحمة السماء .. لتنجيها من كل هذا وتردك اليها لتحيا من جديد ..... او تنعم عليها بموت رحيم  يخلصها من معاناتها التي لا تنتهي  .

لك وحدك ...

لقد ادركت تلك الصغيره بعدما ادمتها محاولتها البائسه للنسيان .. انها مازلت تنتمي اليه .. ولن تنتمي لغيره يوما
فآثرت ان تنطفيء وحدها علي انا تنير مع غيره
فبرغم صدوده عنهامازالت تشعر انها تنتمي اليه
فلا احد يستحق مكانا خلق من اجله هو ... هو فقط
فكيف لقلبها ان يتغير علي من استفز فيها امومتها قبل انوثتها ... فرأته ابنا قبل ان يكون حبيبا ...
فهو من اتي ليكون البدايه في كل شيء ... ومر الختام .
 انه ابنها الاول الذي حرك بداخلها مشاعر الامومه لاول مره
واول الفاتحين لقلب لم يخبر الحب الا معه
واول المعذبين لذات القلب الذي لم يذق طعم الالم قبله يوما .

وكيف لقلب لم يخبر الحب يوما الا معه ،ان ينبض لغيره
كيف وهو لم يعرف فارسا غيره هو ... هو الذي اتاه فاتحا
رافعا رايات حبه  علي قلاع قلب طالما حجبته عن غيره ،،وحالما رأته استسلمت له طواعية  واستقبلته  ليجلس حاكما علي عرش قلب طالما انتظره ..... عرشا خلق من اجله .
 تلك القلاع التي لم تفتح ابوابها من قبله ..هاهي ترفع اسوارها وتوصد ابوابها من جديد آبية ان تفتح لغيره .... فهي دائما وابدا تنتمي اليه .. ولم ولن تسمح لغيره ان يعتلي عرشها ... وحده مالكها ... ووحده اميرها ... الذي مهما استبد بها واذاقها الالم صنوفا ... فلن تقبل  الا به ولن تعلن ولاءها الا له .... انه فارسها الوحيد ... قدرها المحتوم الذي  تؤمن به....  فما اهون الالم ان كان لاجله ... وما احب العذاب ان كان معه
وكيف تسمح لغيره ان يدنس حرمه ... حتي وان جاء مداويا ...
وكيف تسمح لجروحها ان تلتئم وهي كل ما تبقي منه ... فكل ندبه بذاك القلب تذكرها به ...تذكرها بيوم جاءه فاتحا،،ويوم تركه غادرا .
وكيف تسمح ان يغادرها الما بات كل مايذكرها به ... بات رغم صعوبته مايمنح قلبها النبض ..
كيف تسمح لذكراه ان تندثر  وهي جل مايربطها بالحياة !!
 فيالبؤس قلب ادمن معه حتي الالم ...  قلب لم يزده الوجع الا حبا
فهل هذا القلب لها حقا !!
انها الآن باتت تدرك انها ماعادت تملكه .... لم  يعد لها حكما ولا سلطانا عليه ..انه له ..... ينتمي له منذ البدايه ...وسيبقي له حتي النهايه

الموت قهرا

لقدادركت تلك الصغيرة بعدما لفظها الموت ... الموت الذي  تشبثت به واستسلمت له راجيه ان يخلصها من كل هذا الالم ....من كل هذا القهر الذي لم تتخيل ان تخبره يوما ..
الموت الذي اصبح سبيلها الوحيد للخلاص ... لايقاف طوفان الخيبات المتتاليه الذي فتك بها وبقلبها الهش ... الذي قضي علي كل ماهو حي فيها ..فلم يعد بداخلها مكانا لشيء .... لم تعد تشعر بشيء ....
 وحده الالم ...  ينفض جسدها الخاوي .... يعتصر قلبها الذي لم يخبر يوما كل هذا الوجع.... القلب الذي طالما نبض حبا  وغفرانا ... القلب الذي لم يذق يوما مراره الخيبه ... بات لايعرف غيرها .
 ادركت تلك الصغيره  بعدما لفظها الموت كما لفظتها الحياه ... ادركت بعدما كفرت بكل ما كنت تؤمن به ... بعدما تخلت عن كل مايربطها بهذا العالم ... انها لم تنته من نصيبها من القهر بعد .،،،مازال هناك الما يربطها بالحياه!!!
الما !!!تلك التي لم تحيا يوما الا بالامل ... اصبح كل مايربطها بالحياه هو الالم !!
انها باتت تعرف الآن اكثر من اي وقت مضي انها ستموت قهرا .... سيقهرها ما عاشت به وله يوما ..... سيسحقها ذلك الحب الذي طالما رعته ...ذلك الحب الذي كبر في اعماقها فاصبح يتملك كل جزء فيها ... ذلك الحب الذي احتفظت به في احشائها كجنينها الاول ... ومنحته الحياة فابكاها حتي الموت
ذلك الحب الذي طالما رات فيه سعادتها  وحياتها القادمه
ذلك الحب الذي كان يوما كل مايربطها بالحياه ...الحب الذي كان اكسير الحياه لها .... اصبح الان سما قاتلا .يفتك بكل خليه في جسدها ... يقضي علي كل ماينبض بالحياة فيها... بل يفتك باعماقها التي انعشها يوما بالحياة ... يقتلها ببطء سادي...... يتلذذ بصوت انينها ... ينتشي بتوسلاتها  ،،تضرعاتها التي تزيده ضرواة في ايلامها ...وكأنما يأبي ان يترك فيها املا واحدا بالحياة ...  يدفعها الي طلب الموت دفعا و يأبي ان يتركها تموت ...
ذاك الحب الذي علقها بالحياة هو ذاته الذي جعلها تزهد فيها
المهاالذي افقدها روحها .... افقدها بريق عينيها اللتان طالما نبضتا بالحياة ... طالما اسرتا قلوب الناس بسحرهما الأخاذ ... اصبحتا الآن عينان من زجاج ... تعكسان الموت  بعدما كانتا تنبضان بالحب،، بالحياه ... تعكسان ظلمة وظلما بات يسكن اعماقها ... ترثيان روحا بريئه طالما بعثت الحب والبهجه لكل من حولها  بضحكه تزلزل الاعماق وتأسر القلوب  باتت من الماضي .. لقد عاشت بالحب وهاهي تموت به... الحب الذي طالما اعتبرته نعمه وهبه ... اصبحت توقن انه الابتلاء الاعظم .... انه  عقابها علي ذنب لم تقترفه !!
الحب الذي افنت فيه نفسها وروحها  بكل رضا دونما  تردد ... دونما تفكير ..كان عطاؤها يسعدها ... وتضحياتها ترضيها
الحب الذي اتاها علي حين غرة .... ليجدها تستقبله بأذرع مفتوحه وابتسامه بريئه ... الحب الذي تملك كل ما فيها طواعية وعن طيب خاطر .... الحب الذي اعتبرته حياتها ... وراحت تنسج حوله احلامها البسيطة...الحب الذي تركها فجأه  كما جاءها فجأه .... ولكنه ابي ان يرحل دونما روحها ....
رحل تاركا اياها جسدا بلا روح ... جسدا لم يعد يشعر الا بالالم ...  لم يعد يعلقه بالحياه الا الالم .... الما يبقيه علي حافه الموت ... ويأبي ان يتركه يرحل ...
تلك التي طالما كانت عنوانا للحياة والفرح ... اصبحت تستجدي الموت ولا تجده ..
تلك التي منحت كلها لحب لم يمنحها الا خيبة وقهرا ...وهاهو يبخل عليها برصاصه رحمه تنجيها من عذابها
وكأن حبها خطية لا تغتفر ...  وكأنه جريمه يعاقب عليها قانون جائر في عالم ظالم ،،بالموت قهرا
لقد اصبحت علي يقين الآن ان الموت الذي لفظها سيقبلها يوما  ولكن بعدما تتجرع ما تبقي لها من قهر  والم وخيبة امل  في حب احياها ليدميها  وحبيبا قهرها عجزا  وصمتا
وتركها علي حافه الموت تلقي حظها من الالم   دون ان يرف له جفن ... دون ان يذرف دمعة ...  دمعة رحمة !!

وكيف يقبلها الموت وقد رفضها الجميع  حتي من احبت ...
كيف يستجيب القدر لتضرعات لم يعبء بها من يحمل قلبها بين اضلعه .. كيف يقبلها الموت قبل انا تنال من القهر ما يكفي
ليكفر عن جرم بكبر حبها ..... حبها لمن لا يستحق

لهذا رفضها الموت كما رفضتها الحياه .