الخميس، 1 ديسمبر 2016

رسالة لم تقرأ

استيقظت من نومها  فزعة ... اخذت تنظر حولها في خوف ...وصوت انفاسها المضطربة يزدادحدة ...  وقطرات العرق تتساقط من جبينها  لتخالط دموع انسالت علي خديها فتزيدها ملوحة ....  في مشهد متكرر  اصبحت تألفه ...  اصبح رفيقها كل ليلة  .... انه نفس الكابوس... نفس الالم.... نفس الحنين ... ولكن وجعها اصبح اكبر من قدرة جسدها الضغيف علي الاحتمال ....
نظرت حولها مرة اخري لتتأكد انها في غرفتها ... علي سريرها .... انه كابوس  .... ان ما رأته ليس الا كابوس ...
اخذت نفسا عميقا  ووضعت يدها المرتعشة  علي قلبها المضطرب .في محاولة بائسة لتخفيف وجعه
انتظرت حتي هدأت قليلا
ثم همت من مكانها باحثة عن قلمها  ... لتكتب له رسالتها اليومية كما اعتادت مذ غاب عنها ... امسكت بقلمها واخذت تكتب اليه رسالة اخري لن يقرأها .... رسالة يخالط فيها حبر قلمها دموعها ..... رسالة مثقلة بحنين قلبها الذي ماعادت تملك من امره شيء ..وعتب روحها التي باتت لا تحتمل كل هذا الوجع .
اخذت تسطر بقلمها ودموعها سطورا جديدة من مأساتها ... وجعها ... حنينها .... وتوسلاتها ايضا :-
" وان فقدتك فماذا بقي
وان يأستك فاين الامل
وان نسيتك فكيف احيا
ان كنت حقا لا تستحق ... فمن ذا يستحق اذا
وان قتلتك بداخلي فكيف احيا بدون  روح ذابت فيك حتي صرت جزء منها  .. وصارت جزء منك .
ان انا اعتدت غيابك... فماذا عن سعادة غابت معك
مازلت علي قيد الحياة ... ولكنني لا اشعر بها
يغتالني حنيني اليك في كل ليلة .... في كل لحظه ..... في كل زمان ومكان ..... اراك في كل من حولي .... فأنت حقا كل ما اري .... اشعر احيانا انك قريب الي الحد الذي اسمع به صوت انفاسك... واحيانا انك ابعد من حلم ... يقتلني انني بالحالتين لا اطالك ... اراك حينا تنظر الي بشوق ... وحينا تشيح بوجهك عني في ضجر  وفالحالتين  لا اراني بعينيك ..
اتراني جننت ... اسلبني حبك عقلي كما سلبني كل شيء !!
ان كان جنوني سيعيدك الي  كحلم طويل لا ينقطع ... فلا ضير اذا .
يالله كم اشتاق اليك . . الي حديثنا سويا ... مشينا تحت المطر ... شجاراتنا التي لا تنتهي .... اشتاق نظراتك ... عبوسك ... حتي برودك الذي طالما  تزمرت منه .... اشتاقك حد الموت
يقتلني صدودك عني .... وزهدك في ...  يفتك بي صمتك ....
احقا انتهيت مني ... ام انك لم تحبني يوما !!!
كيف استطعت ان تتجاهل حب اجتاحني بهكذا طريقة...  كيف استطعت ان تتجاهل حبيبة  افنت نفسها بحبك .... اصبحت انت كل احلامها  ورضيت ان تكون هي جزء من احلامك .... ملأت بك كل جزء من روحها ... فاصبحت انت كلها  ..متمنية ان تكون جزء منك .
ماذا يجب ان افعل اكثر لاستحقك ؟
كيف لي ان استوعب فكرة غيابك ؟!
كيف تخيلت انه بامكاني تخطيك!!.
ان بامكاني احتمال هذا الالم !!
وان كان بامكاني احتماله ،، فكيف اتعايش مع فكرة انك من يؤلمني !!!
‏كيف استطعت ان تقسو علي امرأة
تختلق اعذار خذلانك لها ...
امرأة كلما بحثت فيك عن رجل تكرهه..لم تجد سوي رجل تحبه ولا تقو حتي علي كره حبها له!!
اعتدتك  تواسيني اذا ما بكيت ..... فمن يواسيني اذا كنت انت من يبكيني!!!
اعتدت ان احتمي بك من كل ما يؤذيني.... فبمن احتمي اذا كنت انت من يفعل !!!
من يوقف سيل دمع لم ينقطع يوما مذ غادرتني !!
كيف اقنعك انه لا سبيل لي علي نسيانك .... لن اخطو عليك يوما لاعيش .... لن اكمل طريقي بدونك ...  فهلا رجعت .
 انا مازلت انتظرك ... مازلت اراهن علي حبك لي .... علي جزء منك لم يحتمل يوما  فكرة وجعي ....  قلبي يحدثني بانك ستعود ... احيا بهذا الامل .احقنه كمورفين يسكن الامي ... حتي ترحمني بعودتك او يرحمني الموت بتقبله اياي ."
ختمت رسالتها بعد مامحت منها الكثير من السطور التي تحمل مشاعرا باتت تجرح كرامتها  وتعبث بما تبقي من كبريائها الجريح ..‏بات حبها له يجرحها وحلمها بان تكون معه شديد الاذلال.تخجل من شعور منحها الحياة يوما ...وسلبها منها دهرا،،
توجعها قسوته وامعانه في اذلالها ....يقتلها انتماؤها اليه برغم كل هذا .
فهل يعقل ان يكون وفاؤها لعنتها !! عقابها علي حب عاملته كهدية  !! وانكره هو كخطية!!
ايعقل ان يحرمها ارحم الرحمين من امل يعلقها بالحياة !!
حاشاه  جل جلاله .. مازالت تنتظر رحمته  ... فان لم يجب هو توسلاتها بغير صمته ... فسيجيبها السميع العليم الذي يملك مفاتح وزمام قلبه .
وضعت قلمها جانبا ... ونظرت الي السماء  وقالت بصوت  متهدج  ياااااارب ... واخذت تناجي من هو اعلم وارحم  حتي  اطمئن قلبها بيقين الاجابة .
اخذت نفسا عميقا وقامت لتواجه يوما جديدا  من كابوسها الدنيوي ... في انتظار رحمة الرحمن  .
 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق